افادت اللجنة القانونية العليا في السويداء ان حكومة الأمر الواقع في دمشق ترفض زيارة لجنة تقصي الحقائق الدولية إلى السويداء.
بعد توجيه دعوة رسمية من قبل سماحة الشيخ حكمت سلمان الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، والمتروبوليت أنطونيوس سعد
نيافة مطران بصرى حوران وجبل العرب للروم الارثوذكس، إلى السيد باولو بينيرو رئيس لجنة تقصي الحقائق الدولية بشأن سوريا، بتاريخ ٤ أيلول ٢٠٢٥، والتي تتضمن تقديم كافة التسهيلات اللازمة لإجراء تحقيق عادل وشفاف، لإيصال صوت العدالة والحقيقة إلى العالم وذلك قبل ضياع الأدلة.
ينتظر أهالي السويداء، وصول لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة، التي ترفض سلطة الجولاني منحها الموافقة حتى تاريخه تحت ذرائع واهية.
وتستمر المعاناة والحاجة الملحة في ظل انتظار تحقيق عادل وشفاف ينهي دورة القهر والانتهاكات وجرائم التطهير العرقي ضد الدروز والمسيحيين والعلويين، التي شهدتها السويداء من قبل حكومة سلطة الأمر الواقع، وأذرعها، خلال أحداث تموز 2025. التي أودت بحياة الآلاف وأدت إلى نزوح آلاف العائلات من أهالي السويداء، ولا زال يعيش سكان السويداء حالة من انتهاكات واسعة لقانون حقوق الإنسان من التوتر والقلق اليومي على سلامتهم على الحدود الخارجية.
الخدمات الأساسية مقطوعة جزئيًا، والمساعدات الإنسانية محدودة، بينما يستمر الضغط الأمني والاقتصادي على السكان. وفقًا لتقارير منظمات حقوقية دولية، مثل "العفو الدولية"، حيث شهدت المنطقة انتهاكات جسيمة تشمل إعدامات خارج نطاق القضاء واعتقالات تعسفية، وجرائم الإبادة الجماعية، مما يجعل أي تحقيق محلي غير كافٍ لاستعادة الثقة أو ضمان المساءلة.
أهالي السويداء، يرفضون تمامًا أي محاولات لفرض ترتيبات قسرية أو خرائط طريق محلية لا تضمن استقلالية التحقيق، كما أعلنت اللجنة القانونية العليا في السويداء في بيانها الأخير.
هذه الانتهاكات، التي وُصفت بـ"جرائم ضد الإنسانية"، لا يمكن معالجتها عبر "مسرحيات قضائية محلية"، بل تتطلب تدخلًا دوليًا مستقلًا يشمل آليات محاسبة دولية.
ندعو المجتمع الدولي إلى:
٠ تسريع وصول اللجنة الدولية: لإجراء تحقيق ميداني فوري وشفاف في الأحداث، مع السماح لها بالوصول الكامل إلى الشهود والأدلة دون تدخل حكومي.
٠ ضمان حماية المدنيين: بما في ذلك تسهيل تدفق المساعدات الطبية والإنسانية غير المشروطة، ووقف أي عمليات عسكرية قد تعيق السلامة.
٠ضمان الوصول إلى المختطفين/ات قسرا: لدفع الضرر وحماية كرامة أهالي السويداء، ومعرفة مصيرهم/ن وفق آليات تحقيق دولية شفافة.
٠ عودة القرى الغربية والشمالية لأهاليها المهجرين قسرا إلى مدينة السويداء، وجبر الضرر.
٠دعم حق تقرير المصير: لأبناء السويداء في إدارة شؤونهم، مع الالتزام بالمواثيق الدولية التي تحمي الأقليات.
نحن على ثقة بأن الضمير الإنساني العالمي لن يتخاذل أمام معاناة شعب يطالب بحقه في الحياة الكريمة والعدالة. سنظل نتابع الأحداث ونطالب بالشفافية حتى يتحقق السلام الحقيقي.